تصاعد في عمليات خطف وقتل تستهدف مدنيين من الطائفة العلوية في الساحل السوري ومحيطه

تشهد مناطق الساحل السوري تصاعداً مقلقاً في وتيرة الانتهاكات الأمنية، تمثلت في عمليات خطف وقتل استهدفت مدنيين من الطائفة العلوية خلال الأسابيع الأخيرة، وسط اتهامات بوجود دوافع طائفية خلف تلك الجرائم.

ففي مدينة اللاذقية، اختُطفت الفتاة لانا أحمد (16 عاماً) بتاريخ 25 آذار/مارس من مشروع الأوقاف، حيث أرسل الخاطفون صورة لها تظهر عليها آثار كدمات، وطالبوا والدتها بفدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحها.

وذكرت والدة الفتاة، في إفادات أن الخاطفين طلبوا مبلغ مادي كبير.

وفي حادثة مشابهة، أبلغت عائلة من قرية عين بالوج بريف الدريكيش، محافظة طرطوس، عن فقدان الاتصال بالشقيقتين دارين عبد الرحمن سليمان (32 عاماً) وعرين عبد الرحمن سليمان (39 عاماً)، بعد مغادرتهما المنزل في 25 أيار/مايو باتجاه مدينة مصياف لزيارة الطبيب. وانقطع الاتصال بهما بعد وصولهما إلى بريد المدينة، وسط مخاوف من تعرضهما للاختطاف.

المرصد السوري للساحل، الذي يوثق انتهاكات الساحل، اعتبر في تقرير له أن استهداف النساء العلويات خصوصاً “ليس حدثاً عشوائياً بل يهدف إلى خلق ضغط اجتماعي ونفسي على أهالي الساحل لدفعهم إلى التمرد”، مشيراً إلى أن ذلك “يمنح هيئة تحرير الشام ذريعة إضافية لقمع الطائفة بشكل أوسع، ويوصل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الطائفة العلوية لا ترغب في استقرار الدولة”.

وذهب التقرير إلى القول إن “حصر عمليات الخطف بالنساء من الطائفة العلوية رغم التنوع الطائفي في المنطقة، يعكس توجهاً ممنهجاً يقف وراءه قرار قيادي مستند إلى فتاوى متشددة تجيز تلك الأفعال تحت غطاء ديني”.

وفي حمص، عُثر على جثمان المواطن سامر فهيم عفارة يوم 26 أيار/مايو مرمياً في سوق الهال، بعد ساعات من اختطافه من حي الوعر. وكان عفارة، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة (يرتدي قدماً صناعية) ويعمل في بيع الخضار، قد خُطف في وضح النهار، في حادثة أثارت صدمة وغضباً في أوساط السكان.

وفي اللاذقية أيضاً، قُتل خمسة مدنيين من عائلتي “معلا” و”زوباري” إثر هجوم مسلح استهدف قرية جورة الماء في ناحية مشقيتا، وفق ما أفادت به مصادر أهلية.

وقد نُفذ الهجوم من قبل مجموعة تابعة لتنظيم هيئة تحرير الشام، وأسفر كذلك عن إصابتين خطيرتين.

وضمن السياق ذاته، قتل الشاب حسن إبراهيم شحود، المعروف بـ”الشاويش”، متأثراً بجراحه التي أصيب بها نتيجة إطلاق نار بتاريخ 17 أيار/مايو بين قريتي البياضة والسويدة بريف مصياف. وكان الحادث قد أسفر أيضاً عن مقتل صديقه علي يوسف أسعد على الفور. وينحدر الشاب حسن من قرية بعرين، وينتمي للطائفة العلوية.

وفي العاصمة دمشق، أفادت مصادر محلية باعتقال الدكتور هاني درغام سلوم من منزله في ضاحية حرستا على يد عناصر “الأمن العام الجهادي”، دون إبراز أي مذكرات قضائية أو توضيح أسباب الاعتقال. وينحدر الدكتور هاني من قرية نقير في وادي العيون، وهو أيضاً من أبناء الطائفة العلوية.

بينما لم تُصدر السلطات الرسمية أو قوى الأمن المحلية أي تعليقات رسمية بشأن تصاعد هذه الحوادث أو الجهات المسؤولة عنها، تبقى المناطق المتضررة في الساحل السوري عرضة لانتهاكات متكررة وسط غياب حلول أمنية فعالة.

ظهرت المقالة تصاعد في عمليات خطف وقتل تستهدف مدنيين من الطائفة العلوية في الساحل السوري ومحيطه أولاً على Kurd Online.