انتهاكات مستمرة في عفرين وسط غياب المساءلة: تهديدات، اعتقالات، وسرقة ممتلكات

تهديدات للمواطنين الكرد وتسليم معتقلين من السجون التركية

أفادت “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا” أن فصائل ما يُعرف سابقاً بـ”الجيش الوطني السوري” تواصل تهديد المواطنين الكرد العائدين إلى مناطقهم أو الزائرين خلال فترة الأعياد، عبر مخاتير القرى، في محاولة لتقييد حركتهم وفرض رقابة أمنية مشددة.

وفي تسجيل صوتي منسوب إلى المواطن خليل أحمد محمد (أبو ماهر)، مختار قرية شنكيله التابعة لناحية بلبل بريف عفرين، يُطلب من كل من ينوي زيارة القرية أو العودة للإقامة فيها، خصوصاً مع اقتراب عيد الأضحى، إبلاغ المختار مسبقاً وإرسال صورة عن الهوية الشخصية، ليقوم المختار بدوره بإبلاغ ما يُعرف بـ”الأمن العام” التابع للفصيل المسيطر. ووفقاً للتسجيل، فإن كل من لا يلتزم بهذه التعليمات سيكون عرضة للمساءلة والملاحقة.

وأضاف التقرير أن هذه الإجراءات تأتي ضمن ما وصفه بـ”تضييق الخناق على المواطنين الكرد وابتزازهم مالياً عبر فرض إتاوات تحت ذريعة التحقيق أو الحماية”.

كما أشار التقرير إلى قيام المكتب الاقتصادي التابع لفصيل “أحرار الشرقية” بتقديم شكاوى ضد بعض سكان القرية بحجة حراثة أراضٍ تم الاستيلاء عليها مسبقاً بموجب عقود ضمان حتى موسمي 2025-2026، بينما ذكرت المنظمة أن هؤلاء السكان أُجبروا على توقيع هذه العقود تحت التهديد، دون اعتبار لوكالات قانونية صادرة عن المجالس المحلية أو محاكم النظام السوري سابقاً.

وفي حادثة أخرى، قالت المنظمة إن السلطات التركية سلّمت أكثر من 30 معتقلاً كردياً من أبناء عفرين، معظمهم من العسكريين، إلى “الأمن العام” التابع للحكومة السورية المؤقتة، بتاريخ 27 مايو، في موقع حدودي قرب بلدة ميدان أكبس. وجاءت هذه الخطوة في إطار صفقة تبادل أسرى مع قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الصفقة تعثرت لاحقاً بسبب ما وصفته المنظمة بـ”عدم التزام الأمن العام ببنود الاتفاق، لا سيما الإفراج عن النساء المعتقلات”.

عمليات سلب ونهب من قبل عناصر مسلحة في ريف عفرين

وثقت “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا” تعرض الشاب جوان، من أهالي قرية خليلاك أوشاغي التابعة لناحية بلبل، لعملية سلب تحت تهديد السلاح أثناء عودته إلى قريته مساء يوم 27 مايو. ووفق التقرير، قام شخصان منتميان إلى “القوة المشتركة” بقطع الطريق عليه وسرقة أمواله وهاتفه قبل أن يلوذا بالفرار باتجاه بلدة كوتانلي.

وتعرف الضحية على الجناة، وهما قصي العيسى ودباح العبسي، المستوطنان في قرية عبلا. وسبق لهما تنفيذ عمليات سطو وسرقة في أكثر من 15 منزلاً، فضلاً عن إطلاق النار على شبان كرد في قرية الشيخ، وسرقة دراجات نارية وألواح طاقة شمسية وبضائع غذائية، ثم بيعها في سوق بمدينة عفرين.

وأكد التقرير أن شكاوى المواطنين المتضررين قُدمت إلى الأمن العام في ناحية بلبل، إلا أن الجهات الأمنية عاجزة عن اتخاذ إجراءات قانونية ضد الجناة، بسبب ما وصفته المنظمة بـ”الحماية التي يتمتع بها هؤلاء من عناصر الاستخبارات التركية”. واعتبرت المنظمة أن “الحكومة التركية تتحمل المسؤولية الكاملة عن الفوضى والانتهاكات في منطقة عفرين باعتبارها السلطة الفعلية هناك”.

نقل معدات لتصنيع المخدرات من مقرات فصائل مسلحة

اتهمت “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا” مجموعة من عناصر فصيل “فيلق الشام” بنقل معدات صناعية وأسلحة من مقرهم في قرية جقماق كبير – ناحية راجو، فجر السبت 24 مايو. ووفق التقرير، نُقلت هذه المعدات بواسطة شاحنة مغلقة وسيارات تابعة لـ”الأمن العام”.

وبحسب شهادة إعلامي من ريف حلب الجنوبي موالٍ للحكومة التركية، فإن عملية النقل جاءت استجابة لقرار من وزارة الدفاع يقضي بإفراغ المقرات وانضمام العناصر إلى الجيش الوطني السوري والفروع الأمنية، إلا أن البعض استغل الأمر لنقل معدات يُشتبه باستخدامها في تصنيع المخدرات والتنقيب عن الآثار.

وأشار التقرير إلى أن أحد قادة الفصائل عرض علناً، يوم الجمعة 23 مايو، معدات تصنيع مخدرات للبيع بأسعار زهيدة، وأن عمليات مماثلة جرت في ريف حلب الشمالي ومدن أخرى مثل حمص وحماة ودير الزور، حيث تم نقل المعدات إلى أماكن غير معلومة.

اعتداء على طفل كردي وسرقة دراجة نارية في عفرين

أفادت “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا” بتعرض الطفل حسين مصطفى محمد (11 عاماً) لاعتداء عنيف على يد المستوطن محمد أبو حورية، المنحدر من محافظة الرقة، مساء الإثنين 26 مايو، في قرية كوندي حسه (ميركان) التابعة لناحية ماباتا/معبطلي.

وبحسب التقرير، فإن أبناء المستوطن كانوا يعتدون على طفلين كرديين، وعندما تدخّل الطفل حسين، انهال عليه الأب بالضرب الوحشي، ثم رماه على الأرض وواصل الاعتداء عليه أمام المارة. وعندما حاول والد الطفل حسين الاستفسار عن سبب الاعتداء، أجابه المستوطن: “ابنك مو متربي وأنا ضربته، ويلي بيطلع من إيدك ساوي، ماني خايف من حدا”.

وفي حادثة منفصلة، تم تسجيل عملية سرقة لدراجة نارية تعود ملكيتها للمواطن الكردي شيروان علو، بعد خلع باب محله في حي الأشرفية بمدينة عفرين فجر يوم 26 مايو. وبحسب التقرير، فإن الدراجة كانت الوسيلة الوحيدة التي يملكها الضحية لكسب الرزق.

واختتمت المنظمة تقريرها بالتأكيد على أن هذه الانتهاكات تأتي في سياق ممنهج يستهدف السكان الأصليين الكرد، في ظل غياب أي رقابة أو محاسبة من سلطات الأمر الواقع أو الجهات الدولية.

ظهرت المقالة انتهاكات مستمرة في عفرين وسط غياب المساءلة: تهديدات، اعتقالات، وسرقة ممتلكات أولاً على Kurd Online.