استمرار الانتهاكات بحق مدنيين علويين في سوريا: فقدان سبعة عمال، اعتداءات طائفية، وإهانات موثقة بالفيديو

تشهد مناطق سورية عدة تصاعدًا مقلقًا في الانتهاكات التي تستهدف مدنيين من الطائفة العلوية، في ظل تصاعد التوترات الأمنية والطائفية، وسط غياب المحاسبة الرسمية وتجاهل متعمد من السلطات.

فقدان 7 عمال في ظروف غامضة قرب دمشق
فُقد الاتصال بفان يقل سبعة رجال من سكان حي عش الورور في دمشق، من بينهم السائق، أثناء عودتهم من عملهم في مطعم “طلة الجبل” الواقع قرب مول قاسيون في مساكن برزة، وذلك فجر الأحد 1 حزيران/يونيو، نحو الساعة الثالثة صباحاً.

وقد تم العثور على الفان لاحقًا متروكًا قرب مستشفى الشرطة في حرستا، وبداخله هوية أحد المفقودين وبعض مقتنياته الشخصية، ما عزز المخاوف من تعرض المجموعة لعملية اختطاف.

والمفقودون هم:

عباس سليمان الحماد

يحيى محمد إبراهيم

يحيى علي عكاري

محمود محمد حمود

أحمد وجيه محمد

محمد أبو حنين

السائق: ميلاد علي

ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة، في ظل صمت رسمي وغضب شعبي في مناطقهم.

اعتداء طائفي في سهل الغاب يستهدف أبناء الطائفة المرشدية
وفي تصعيد طائفي آخر، شهدت قرية البارد في سهل الغاب قبل أيام حادثة اقتحام عنيفة، حيث داهمت مجموعة مسلحة القرية بحجة ملاحقة أحد المطلوبين، لكنها عمدت إلى حرق منازل وتخريب رموز دينية تعود للطائفة المرشدية، إضافة إلى توجيه شتائم وعبارات تمس بالعقيدة والمعتقدات الخاصة بأبناء الطائفة.

رداً على الاعتداء، نظم أهالي القرية وأبناء الطائفة المرشدية وقفة احتجاجية في مدينة السقيلبية، مطالبين بمحاسبة المعتدين وضمان حماية مجتمعاتهم من الاستهداف الطائفي.

إهانة علنية لفتاة علوية في حمص على يد عنصر يعتقد أنه من “تحرير الشام”
وفي حادثة صادمة وثّقها مقطع فيديو، ظهر عنصر يعتقد أنه من هيئة تحرير الشام، وهو يأمر فتاة علوية بالركوع أمامه وتقبيل حذائه، مقابل الإفراج عن والدها المعتقل، وفق ما نشره نشطاء.

الحادثة وقعت في مدينة حمص، وأثارت موجة غضب عارمة في أوساط الطائفة العلوية، واعتبرها ناشطون “إهانة ممنهجة” في إطار حملة تضييق واستهداف ممنهج تشهده المناطق التي تضم أبناء هذه الطائفة منذ سقوط النظام السوري.

تداول صور مروّعة لمخطوفة علوية تعرضت للتعذيب
وفي حادثة أخرى تعكس تدهور الوضع الإنساني والأمني، جرى تداول صورة يُقال إنها للمخطوفة حلا نورس إبراهيم، تظهر آثار تعذيب واضح. حلا اختُطفت بتاريخ 17 أيار/مايو برفقة طفلها علي يوسف خزامي (11 شهراً)، بعد زيارة والدتها في أحد مشافي حميميم.

وبحسب المعلومات، فإن زوج حلا معتقل لدى هيئة تحرير الشام، وقد بدأت بارتداء الحجاب في محاولة لإخفاء هويتها الدينية لتجنب الاختطاف، كما فعلت عدة فتيات علويات أخريات في الآونة الأخيرة.

في إحدى المحادثات المسربة بين الخاطفين، تظهر محادثة تسأل: “هل تريدون حلا، أو ابنها، أو زوجها؟”، مع تهديد مباشر بعبارة: “عقبالك والكعبي”، وهي تعني باللهجة السورية “هذا سيكون مصيرك أيضاً، ورب الكعبة”.

مخاوف متزايدة وغياب الحماية
تثير هذه الحوادث مجتمعة قلقاً بالغاً بشأن تصاعد الانتهاكات الطائفية وعمليات الاختطاف والإهانة، وسط غياب واضح للحماية القانونية أو التدخل الفعلي من الجهات الرسمية أو الدولية.

وطالب ناشطون وحقوقيون بفتح تحقيقات مستقلة، والعمل على إطلاق سراح المختطفين وضمان سلامة المدنيين دون تمييز، مؤكدين أن استمرار هذه الانتهاكات يعمّق الانقسام الطائفي ويقوّض فرص المصالحة والاستقرار في البلاد.

ظهرت المقالة استمرار الانتهاكات بحق مدنيين علويين في سوريا: فقدان سبعة عمال، اعتداءات طائفية، وإهانات موثقة بالفيديو أولاً على Kurd Online.