أوضاع معيشية متدهورة وفلتان أمني في قرى الساحل السوري

تشهد قرى الساحل السوري تدهورًا حادًا في الأوضاع المعيشية، وسط غياب شبه كامل للخدمات الأساسية، وتفاقم الأزمات المرتبطة بالمياه، وانعدام فرص العمل، في ظل ظروف اقتصادية وأمنية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

تتصدر أزمة المياه قائمة المعاناة اليومية للسكان، حيث لا تصل المياه إلى بعض القرى إلا مرة كل 30 يومًا أو أكثر، نتيجة الجفاف الحاد وغياب البنية التحتية المناسبة. وفي ظل الغلاء الفاحش، لم تعد الكثير من العائلات قادرة على شراء المياه من الصهاريج، ما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي والبيئي في هذه المناطق.

وتزداد الصورة قتامة بفعل الانهيار شبه الكامل للبنية الخدمية، التي كانت أساسًا محدودة قبل اندلاع النزاع، لتتحول في الوقت الحالي إلى عبء إضافي على السكان في ظل انعدام الكهرباء، وتدهور خدمات النقل والتعليم، وضعف الخدمات الصحية بشكل كبير.

وفي موازاة التردي المعيشي، تواجه القرى حالة من الفلتان الأمني المتصاعد، حيث سُجلت حوادث متكررة من الخطف والقتل والتهديدات، وسط غياب أي دور فعّال للأجهزة الأمنية. ويشكو الأهالي من استعراضات عسكرية متكررة، وعمليات إطلاق نار عشوائي، تهدف في كثير من الأحيان إلى بث الرعب بين السكان، وخصوصًا في المناطق ذات الغالبية العلوية، ما يثير مخاوف جدية من استغلال الانفلات الأمني لزرع الانقسام والفتنة داخل المجتمع المحلي.

وتنقل مصادر محلية حالة من القلق الشديد تسود بين سكان تلك القرى، نتيجة غياب الأمان واستمرار أعمال الترهيب من قبل جماعات مسلحة، في ظل غياب أي إجراءات رادعة أو مساءلة فعلية.

الوضع القائم، بشقيه المعيشي والأمني، ينذر بانفجار اجتماعي وشيك إذا ما استمر تجاهل هذه القرى التي تعاني بصمت، في وقت تتطلب فيه الظروف تحركًا جديًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة والأمان.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

 

ظهرت المقالة أوضاع معيشية متدهورة وفلتان أمني في قرى الساحل السوري أولاً على Kurd Online.