استشهاد مواطن كردي تحت التعذيب في سجن تديره جهة أمنية بحلب
توفي المواطن الكردي فراس فاروق بوظان أثناء احتجازه في سجن الميدان بمدينة حلب، الذي تديره جهة تُعرف باسم “الأمن العام”، وذلك بعد أكثر من شهر على اعتقاله، وسط مؤشرات قوية على تعرضه للتعذيب وحرمانه من الرعاية الصحية.
بوظان، من سكان حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، اعتُقل بتاريخ 5 حزيران 2025 أثناء توجهه لزيارة عائلته بمناسبة عيد الأضحى. وقد أجرى اتصالًا هاتفيًا وحيدًا بزوجته أبلغها خلاله أنه محتجز في سجن الميدان، وأنه يعاني من مشاكل صحية مزمنة ويحتاج إلى علاج وأدوية، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من الجهة المسؤولة عن احتجازه، بحسب إفادات العائلة.
رغم وساطات ومحاولات للإفراج عنه، تلقت عائلته في 13 تموز 2025 اتصالًا أُبلغت فيه بوفاته، وادعت الجهة المتصلة أن سبب الوفاة هو “جلطة دماغية ناتجة عن ارتفاع في ضغط الدم”. وقد طُلب من العائلة التوجه إلى الطبابة الشرعية لاستلام الجثة.
الراحل فراس بوظان، متزوج وأب لأطفال، ويبلغ من العمر 39 عامًا. وتأتي وفاته في سياق متكرر من حالات الوفاة تحت التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز، وسط غياب أي شكل من أشكال المحاسبة أو الرقابة المستقلة.
يدين مركز توثيق الانتهاكات وفاة المواطن فراس بوظان تحت ظروف الاعتقال التعسفي والتعذيب في سجن الميدان بحلب، ويحمل الجهة المسؤولة عن السجن كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذه الجريمة.
يطالب المركز بفتح تحقيق مستقل وشفاف حول ملابسات الوفاة، وضمان العدالة لعائلة الضحية، ووقف الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان وكرامة المعتقلين. كما يجدد المركز دعوته للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفيًا، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب.
تشكّل وفاة فراس بوظان تحت التعذيب انتهاكًا صارخًا للمواد 1 و2 و16 من “اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”، التي تجرّم ممارسة التعذيب تحت أي ظرف. كما تنتهك المادة 9 من “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”، التي تضمن الحماية من الاعتقال التعسفي.
المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
ظهرت المقالة استشهاد مواطن كردي تحت التعذيب في سجن تديره جهة أمنية بحلب أولاً على Kurd Online.